حين تغيب شمس الإرادة والكفاح والأخلاق والعزيمة القوية، نفتقد أشخاصًا تركوا بصمة لا تُمحى في مجتمعاتهم. من بين هؤلاء، الراحلة فاطمة منت ود، المعروفة في الأوساط الاجتماعية، والمولودة في مقاطعة أطار عام 1945.
برزت فطنتها وذكاؤها منذ الصغر، مما مكنها من احتلال مكانة مرموقة في مختلف أنحاء البلاد، وخاصة في ولاية آدرار .
كانت رائدة في العمل التطوعي ، مكرسة حياتها لخدمة الإنسانية بإخلاص.
بدأت مسيرتها المهنية في مركز الزرابي "ماتيس" أواخر السبعينات، حيث كانت من أوائل العاملات فيه ثم تولت رئاسته في أوائل التسعينات. خلال هذه الرحلة أظهرت تفانيًا لا مثيل له مما أكسبها احترامًا واسعًا داخل البلاد وخارجها.
من أبرز إنجازاتها، استعادتها حقوق العاملات في المركز الزرابي، إذ لم تتردد في طلب لقاء مع الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع خلال زيارته لولاية آدرار. كان هدفها الوحيد ضمان حصول زميلاتها على مستحقاتهن دون أي مكاسب شخصية.
وبفضل تنسيقها مع المديرة العامة السيدة فيفي منت أفيجي تمكنت من تحقيق هذا الهدف، مما أدخل الفرح والسرور إلى قلوبهن.
كانت المرحومة أيضًا رائدة في تطوير الصناعة التقليدية حيث طرحت فكرة استبدال الصوف المستورد بوبر الحيوان المحلي، وأسست تعاونية وبر الحيوان، التي أصبحت وجهة للمنظمات الداعمة لهذا القطاع كما ساهمت في تدريب عشرات الفتيات على الحرف التقليدية،
وسافرت إلى خارج الوطن لتمثيل موريتانيا وولاية آدرار في عدة محافل دولية وحصلت على العديد من الأوسمة والتقديرات تقديرًا لجهودها.
في عيد المرأة، نستذكر هذه السيدة الفاضلة، التي كانت حاضرة في كل تفاصيل الحياة الاجتماعية والمهنية كانت المربية والعاملة والمكونة والمرأة الآدرارية بامتياز.
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.