أطار بين الإهمال و غياب التنمية مشكلات و حلول مقترحة

بواسطة atar

 

أطار بين الإهمال وغياب التنمية: مشكلات وحلول مقترحة

تقع مدينة أطار في شمال موريتانيا، وهي إحدى المدن التاريخية العريقة في البلاد. إلا أنها تعاني من مشكلات مزمنة في البنية التحتية والخدمات الأساسية، التي لم تجد لها حلولًا منذ عقود. فشوارع المدينة أصبحت شبه مدمرة، بينما باتت انقطاعات الكهرباء المتكررة في فصل الصيف واقعًا مألوفًا. يتجلى اهتمام السياسيين ورجال الأعمال بالمدينة عادةً خلال فترات الانتخابات لجمع الأصوات، مما يجعل السكان يشعرون بالإهمال والتهميش. في هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز المشكلات التي تواجه المدينة ونقترح بعض الحلول التي قد تساعد في تحسين الوضع.

أولاً: مشكلات البنية التحتية

تآكل الطرق والشوارع
منذ العام 2000، لم يتم تجديد أو إصلاح أي شارع داخل المدينة باستثناء بعض الشوارع في "حي إكويكه" التي تربطه بمنطقة شتدو. هذا الإهمال أدى إلى اندثار العديد من الطرق وتآكل طبقة الإسفلت، مما يعرقل حركة النقل ويفسد المركبات وحافلات النقل، ويؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي، ويرفع من تكاليف الحياة في المدينة.

انقطاع الكهرباء المستمر
تتعرض المدينة لانقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، خصوصًا في فصل الصيف حيث تشتد الحرارة ويزداد الضغط على الشبكة الكهربائية. يؤثر هذا الانقطاع بشكل مباشر على حياة السكان اليومية، ويعطل الأنشطة التجارية، ويؤدي إلى تدهور مستوى الراحة والرفاهية، ويزيد من المخاطر الصحية، خاصة لدى الفئات الضعيفة كالأطفال وكبار السن.

ندرة مياه الشرب
رغم الموقع الجغرافي الفريد لأطار، إلا أن شح المياه يمثل مشكلة مستمرة، حيث يعتمد السكان على وسائل تقليدية لجلب المياه، كحفر الآبار أو شراء صهاريج المياه بتكلفة عالية، مما يزيد العبء على الأسر ويضعف الاقتصاد المحلي.

ثانيًا: التهميش وضعف الخدمات العامة

التهميش السياسي
يقتصر اهتمام رجال الأعمال والسياسيين بأطار على فترات الانتخابات، حيث يظهرون للحصول على الأصوات ثم يختفون بعد انتهاء الحملات. أدى هذا التهميش إلى ضعف الثقة بين المواطنين والمسؤولين، وشعور سكان المدينة بأن مطالبهم ليست ضمن أولويات السلطات.

نقص الاستثمارات المحلية
تعاني أطار من غياب الاستثمارات المحلية في قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية. لم تشهد المدينة تطويرًا ملحوظًا في هذه المرافق، مما يضطر السكان للسفر إلى مدن أخرى للحصول على خدمات أساسية، وهو ما يكلفهم الوقت والمال.

ثالثًا: الحلول المقترحة لتحسين الوضع في أطار

1. خطة عاجلة لإعادة تأهيل البنية التحتية
يجب على السلطات المحلية وضع خطة عاجلة لتجديد الشوارع وإصلاح الطرق. يمكن تخصيص ميزانية سنوية لهذه المشاريع بالتعاون مع شركات متخصصة لضمان تنفيذ أعمال البنية التحتية بشكل مستدام. يجب أن تشمل الخطة أيضًا تعزيز شبكة الكهرباء لتجنب الانقطاعات المتكررة، خاصة في الصيف.

2. تحفيز رجال الأعمال للاستثمار في المدينة
ينبغي أن يتحمل رجال الأعمال المنحدرون من أطار مسؤولية دعم مدينتهم. يمكنهم الاستثمار في مشاريع تنموية لتحسين حياة المواطنين، سواء بإنشاء مشاريع صناعية توفر فرص عمل، أو بناء مرافق تعليمية وصحية تعزز من تطور المدينة.

3. تحسين خدمات المياه
يتطلب توفير مياه الشرب العمل على مشاريع طويلة الأمد مثل بناء محطات لتحلية المياه أو تحسين شبكات المياه. يمكن الاستفادة من التعاون مع منظمات دولية أو مؤسسات مانحة لتمويل هذه المشاريع.

4. إنشاء مجلس مجتمعي لمتابعة تنفيذ المشاريع
لتعزيز الثقة بين المواطنين والمسؤولين، يمكن إنشاء مجلس مجتمعي من سكان المدينة يعمل بالتنسيق مع السلطات المحلية لمتابعة تنفيذ المشاريع ومراقبة التقدم. سيلعب هذا المجلس دورًا مهمًا في مراقبة جودة الخدمات وضمان تنفيذ المشاريع بشفافية.

5. وضع خطة طويلة الأمد للتنمية المستدامة
ينبغي أن تطور السلطات المحلية خطة تنموية طويلة الأمد تشمل القطاعات الأساسية كالبنية التحتية والتعليم والصحة والسياحة، بحيث تتماشى مع احتياجات السكان وتدعم التنمية المستدامة للمدينة.

ختامًا

تحتاج مدينة أطار إلى جهود حقيقية من قبل السلطات المحلية ورجال الأعمال والمجتمع المدني لتجاوز مشكلاتها المزمنة. فالتركيز على تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه و التعليم و الصحة سيؤدي إلى تحسين حياة المواطنين ويعيد الثقة بينهم وبين المسؤولين.