
في لفتة كريمة تستحق الثناء، أقدمت بلدية لكصر بالعاصمة نواكشوط على تخليد اسم الولي الصالح اعل الشيخ امم رحمه الله، بإطلاق اسمه على إحدى المؤسسات التعليمية، في مبادرة تعبّر عن الوفاء والاعتراف بعطاء رجلٍ أفنى عمره في خدمة الدين والعلم والتربية الروحية.
غير أن هذا الموقف المضيء من بلديةٍ بعيدة عن موطن الشيخ، يثير في القلوب تساؤلاً عميقاً عن أطار، المدينة التي احتضنها الشيخ بروحه ووقته ووهبها حياته، حتى غدت مزاراً للقلوب المؤمنة وملتقى لمريديه من كل صوب.
كيف لها أن تبقى صامتة أمام رمزٍ كان أحد أعمدة تاريخها الروحي والاجتماعي؟
لقد كان الشيخ اعل امم صفحة ناصعة في ذاكرة أطار علماً من أعلامها وركناً من أركان سكينتها، لا يُذكر اسم المدينة إلا ويُذكر معه نوره وأثره.
ومع ذلك، لم تزل شوارع أطار ومدارسها تخلو من اسمه وكأن الذاكرة تناست من أنار دروبها ببركته وعلمه.
إن تخليد اسم هذا الولي الجليل ليس مجرد واجب رمزي، بل هو وفاءٌ لتاريخٍ عاش بين الناس، وبذرة صالحة زرعت في أرض أطار فالمدن لا تُقاس بجدرانها وأسواقها، بل برجالها الذين مرّوا منها وتركوا فيها عبق الصلاح والنور.
فليكن من الوفاء أن تحمل إحدى مدارس أطار أو شوارعها اسم الشيخ اعل امم، لتتحدث الأجيال القادمة عن رجلٍ كان للأرض سكينةً وللناس قدوة، وعن مدينةٍ لم تنسَ من أحبها وبذل لها نفسه في صمت الأولياء وسمو الأرواح.